الأحد، 9 يناير 2011

كم هي نعمة !

إن من الطبيعي أن تكون أفكار الإنسان مقتبسة من خبرات أجيال قد سبقته ، ومن الطبيعي أيضاً أن ترسخ هذه الأفكار في ذهنه وتكون من الأساسيات التي لا يشك بها خصوصاً إذا كانت قد استقرت في باله منذ لحظات حياته الأولى ، وكما يقال : "العلم في الصغر كالنقش على الحجر" ولكن كم من المؤسف أن تكون هذه النقوش علماً خاطئاً أو ناقصاً ، فيصعب إصلاحه أو تصعب ملاحظته ... وها أنا ذا - ولله الحمد - أكتب مقالتي هذه راغباً في تصحيح مفهوم من المفاهيم "الخاطئة" أو بمعنى أدق "الناقصة"
" من الذي يكون مصيره جهنم ؟ " سؤال في اللحظة التي يسمع فيها تكون إجابته فوراً "الكافرين" ، فمن هم الكافرون يا ترى ؟ الكافر هو كل من لا يؤمن بالله سبحانه وتعالى ... يتراوح في ذهني سؤالان بعد هذا السؤال : الأول هو "ألا يدخل بعض المسلمين النار وهم مؤمنون بالله ؟ " والثاني هو " ألا يدخل إبليس النار وهو بالطبع يؤمن بالله ولا ينكر ذلك ؟ " من هذين السؤالين رأيت كلمة "الكافر" لا تصلح إجابة للسؤال الرئيسي ...
دعوني أبتعد قليلاً عن الموضوع وأذهب لآخر آيتين من أم الكتاب سورة الفاتحة ، قال تعالى - بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم - : } اهدنا الصراط المستقيم (6) صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين (7) { 
فلنخض قليلاً استناداً على الفكرة التي تناولها كبار المفسرين في معنى الصنفين اللذين ندعو الله ألا نكون منهما ، فالمغضوب عليهم هم الذين عرفوا الله وآمنوا به ، ولكنهم أبو العبادة لعدم شعورهم بالحاجة لها أو ربما لم تعجبهم الطريقة وأرادوا العبادة على غير النهج الذي أمرهم به ربهم كاليهود مثلا ، وترى هذا النوع من الناس معجباً بنفسه فلا يشعر بالنقص ويرى في آرائه الصواب دائماً فلا يرضى بنهج الله كما أسلفت بل يخترع نهجاً جديداً له، وأما الضالون فهم الذين أرادوا عبادة الله ولكن لجهلهم فطريقتهم ليست أيضاً على النهج الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى كما هو حال النصارى أو معظم المسلمين - للأسف - مثلا ، فترى هذا النوع أقرب للجهل بل هو الجهل بعينه ، ولكن هل الجهل ذنب ؟ بالطبع لا ؛ ولكن هؤلاء الضالين عندما يحاول أحد ما إرشادهم تراهم لأسبابهم الواهية يصدون عنه أو ربما يسمعون له من دون وعي حقيقي لما يقول ، وذلك ما هو إلا رفض للتعلم ومواجهة الحق ورضا بحال الجهل أحياناً ، وقس كما شئت ...
ألا إن في الصنفين صفة مشتركة استأثر بها الرحمن لنفسه ... ألا إنها التكبر ! الأول يرى في نفسه الصواب دائماً ويتكبر على خالقه - سبحانه - والثاني يتكبر عن العلم ومواجهة الحقائق فيبقى تائهاً في الجهل ... فهل عرفتم الإجابة التي أقصدها من سؤالي الرئيسي ؟ نعم إنها "المتكبرين" الذين نازعوا الله صفته الخالصة له وحده، فما من أحد مصيره جهنم إلا وتجد فيه صفة التكبر تلك .
كم هي نعمة أن يعرف الإنسان أن هنالك من هو أعلم منه ... كم هي نعمة أن يعرف الإنسان أنه مهما تعلم فهو جاهل ... كم هي نعمة أن يعرف الإنسان كيف يواجه الحقائق ... ألا والله إنها لنعمة أن يكون الإنسان متواضعاً .
بقلم : فيصل عبدالرحمن المجلي
 8/1/2010م
عن عبد الله بن مسعود -رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس)  أخرجه مسلم.   (بطر = كره ، غمط = احتقار)

فخر بركان

لـك الفخـر يـا عالٍ مهـابٍ مجـوفٍ         أغـيـرك للنـيـران مـن سـيُجـيـرُ ؟
خـلائـق ربـي فـي مـشـاغِـلهـا وأنـ         ـتَ تعـمـل بـالـخـفـاء أمـراً تـديــرُ
طًـمـوحٌ لِـمُبـتـغـاك لـلحـيـن تـرتـقـ         ـب حتى وإن كانت تطول الدهورُ
إذا  كـنتَ  خـابـراً  لِـمـنـفـعـة  فـما         تهـاونتَ في الجُـلمود سهـلاً يصيرُ
تُسخّـر مـا جَـنيـتَ فـي خـدمة الهـد         ف، ما بقِـيتْ من دون حَصر أمورٌ
فـإن كنتَ تـبغي مـا تـريد فـليس لِـ         ـطـمـوحك مـن يَـحـدّ حـيـن تـفـورُ
تــثـور  بـعـزٍ  يــا  قـديــر  وقــوةٍ         لـديـك  يـقـوّيـهـا الأسـاس الطّهـورُ
لقد فسدتْ أرضٌ فبُشرى لها مصيـ         ـرهـا كـسِـواهـا قـبـلُ منـك تـبـورُ
تـهـيّـئُـهـا  مـجـدداً  لـحـضـارة ...         تـعيـش بخـيـرك الـوفـير عـصـورٌ
قـوي بـكـل الـحـال لـكـنْ مُـسـخّـر         لـمـا يـخـدم الـحـق الـجَلـِـيّ  تـثـورُ
أراك شـبيـهـاً لـي فـإنـي بـمـطـمـحٍ         كـبـركـان حـقٍ لـيس فـيه الغـرورُ
       فعـندي مزايـا ذلـك الصخـر أفـخـر        ولـي الـفـكـر عـاقـل بـه  لا أجـورُ
                                                                               (البحر الطويل)

فيصل عبدالرحمن المجلي
5/11/2009م

الجمعة، 7 يناير 2011

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وعلى الأنبياء والمرسلين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، أما بعد ...
أنشئ مدونتي هذه لأعرض أفكاري على صور متعددة ومناقشتها مع من يقرؤها إن أحب لتعم الفائدة الجميع


أخوكم/ فيصل عبدالرحمن المجلي